السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
تعتبر طريقة الحوار و المناقشة من أكثر طرائق التدريس التي تحفز الطالب إلى المشاركة الفاعلة في الدرس ، بالإضافة إلى تفعيل خبراته السابقة و تنميتها و تصحيحها و الإضافة لها من خلال التعاطي مع طريقة المناقشة .
و بالرغم من أنني لستُ ممن يفضلون طريقة بعينها في التدريس ؛ إذ أن لكل طريقة مميزاتها ، كما و أن لكل طريقة أدواتها الخاصة التي تجعل منها أكثر فاعلية في تحقيق الأهداف ....
مع ذلك فإن طريقة الحوار في التدريس من وجهة نظري تمكّن المعلم من استكشاف جوانب الضعف و المعلومات الخاطئة لدى الطالب ، و كذا مساعدة الطالب على تطوير خبراته و تعلّم مهارات تفكيرية جديدة كالاستكشاف و الاستنتاج و الاستقراء و الاستنباط . كما تعزز من ثقة الطالب في نفسه ، و تساعد في تثبيت المعلومة ، بالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن للمعلم أن يستكشف رؤية الطالب للمفاهيم و القيم و التعبير عنها ـ مع قيام المعلم بتصحيح و تقويم ما هو خاطئ منها ـ بحيث تنمي لديه الشعور بالمسؤولية تجاه دينه و وطنه و أمته .
و أحسبني لا أقلل من أهمية المحاضرة و الإلقاء التي لها دورها في تقديم المعلومة مع اختصار للمساحة الزمنية ... خاصة في حال قلة عدد الحصص و زمن الحصة بما لا يتناسب مع المقرر الدراسي .
و ينبغي الإشارة هنا إلى أن التدريس بالمناقشة و الحوار يستلزم توفر الخلفية المعرفية لدى الطلاب حول الموضوع الذي سيتم مناقشته .... ما لم يتحقق ذلك ، يتم ربط استخدام النقاش بالطريقة الإلقائية حتى يكتسب الطلاب المحتوى المعرفي الجديد ، وعلى ضوئه تتم المناقشة ....
في هذا الموضوع وجدتً أثناء تجولي في أحد المواقع التربوية "الأنترنتية" طرائق في الحوار و المناقشة توضح أهمية الحوار في مادة التربية الإسلامية .... و لشدة ما أعجبني محتوى الموضوع أردتُ أن تشاركوني الإطلاع عليه .
طبعاً قمتُ بتحوير مضمون الأسئلة لتدور حول بعض من دروس الكيمياء ، مع احتفاظي بنقاط الموضوع الرئيسية .... و بالتأكيد لا غنى لي عن آرائكم
يعتبر الكثير أن التحاور بالأسئلة وسيلة لها أهميتها في التدريس لأنها إحدى طرق زيادة التفاعل اللفظي بين المعلم وطلابه ، وإشراك الطلاب بصورة فعالة في التعلم ، وبالتالي زيادة إقبالهم على العلم ، وتكوين اتجاهات مرغوبة نحو موضوعاته، وتحسين تحصيلهم الدراسي .
بحيث يسلك المعلم في محاوراته الفصلية عدة طرق ليحقق المشاركة الإيجابية من طلابه ومن هذه لأساليب:
1- إعادة توجيه السؤال :
وفى هذا الأسلوب يعيد المعلم توجيه السؤال الذي طرحه على الفصل مرة أخرى ، ليحقق المزيد من مشاركة الطلاب في نقاش الموضوع الذي يدرسونه . والتطرق إلى جوانبه المتعددة ، وحفز الطلاب غير المشاركين على التحدث وتبادل الآراء ، ومن الأهمية أن يعطى المدرس فترة انتظار عقب طرح السؤال ، ليتدبر الطلاب الإجابة ، وقد تكون فترة سبع ثوان كافية للتفكير وتقديم إجابة مقبولة . كما أن من الأهمية كذلك أن تكون المناقشة مرتبة ومنظمة.
وفيما يلى يوضح كيفية تنفيذ ذلك :
(يمكن للمعلم كتابة الإجابات على السبورة )
س : قارن بين التفاعلات الطاردة و التفاعلات الماصة
جـ : التفاعلات الطاردة يرافقها انطلاق طاقة حرارية أما التفاعلات الماصة فيرافقها امتصاص الطاقة الحرارية(اكتساب للطاقة)
جـ : المحتوى الحراري للنواتج أصغر من المحتوى الحراري للمتفاعلات في التفاعل الطارد ، بينما المحتوى الحراري للنواتج يكون أكبر في التفاعل الماص
س : و ماذا أيضاً ؟
جـ قيمة دلتا H في التفاعل الطارد سالبة ، أما في التفاعل الماص فقيمتها موجبة
س : هل من إضافة ؟
جـ : : المواد الناتجة من التفاعل الطارد تسمى مواد طاردة للحرارة ، و تسمى المواد الناتجة عن التفاعل الماص بالمواد الماصة .
س : أحسنتم ....و لكن كيف يمكننا حساب حرارة التفاعل ؟
جـ : حرارة التفاعل = مجموع المحتوى الحراري للنواتج – مجموع المحتوى الحراري للمتفاعلات .
س : ممتاز... ذكرتم بأن قيمة دلتا H سالبة في التفاعل الطارد ،و موجبة في التفاعل الماص فكيف يتحقق ذلك ؟
جـ : حيث أن المحتوى الحراري للنواتج أقل من المحتوى الحراري للمتفاعلات في التفاعل الطارد يكون الفرق (حرارة التفاعل) بإشارة سالبة ... و في التفاعل الماص يكون المحتوى الحراري للنواتج أكبر من المتفاعلات فتكون قيمة حرارة التفاعل موجبة
و ينبغي التنبيه هنا أن إعادة توجيه السؤال تختلف عن تكرار السؤال . والفرق بين الأسلوبين أن تكرار السؤال هو إعادة للسؤال بلفظه وصيغته التي ورد بها أول مرة . أما إعادة التوجيه فتعنى طرح السؤال بصيغة معدلة محورة تختلف عن صياغة السؤال الأول ، كما أن فيها حفزا للطلاب ، فهو سؤال معاد بتوجيه جديد .
والغرض من إعادة توجيه السؤال الحصول على إجابات متعددة تمثل الإجابة النموذجية لهذا السؤال ، فالغرض من هذا الأسلوب هو استقصاء الإجابات الصحيحة وتسجيلها ، وعلى هذا فأسلوب إعادة توجيه السؤال ، لا يستخدم إلا إذا كانت الإجابة متعددة الجوانب ، أما السؤال على شيء محدد بدقة كالسؤال التالى : من هو مكتشف الإلكترون ؟ .... فلا يصح أن يعاد توجيهه و إلا كان تكرارا ، لأنه لا يحتمل إلا إجابة واحدة صحيحة .
2- التلقين و حفز الطلاب على المشاركة :
color=00009999?]ماذا يحدث عندما نسأل الطالب سؤالا ثم يفشل في الإجابة عنه ؟ عادة ينتقل المعلم إلى غيره ليجيب عن السؤال ، وذلك للحفاظ على حرارة المناقشة ، وعندما يحدث هذا يبتعد الطالب الذي فشل في الإجابة عن المناقشة ، ويتشتت ذهنه ، فكيف نستطيع التعامل مع هؤلاء الطلاب الذين لا يستطيعون الإجابة أو تكون إجابتهم خاطئة؟
نستعمل مع هؤلاء الطلاب أسلوبا آخر يسمى " التلقين " ، وفيه نوجه إلى الطالب أسئلة سهلة ، تقود إلى الإجابة الصحيحة للسؤال الأساسي الذي فشل في الإجابة عنه ، أو يعطيه تلميحا للإجابة الصحيحة ، تساعده في الإجابة بنفسه عن السؤال ، ففي هذه الحالة لابد من الثناء على الإجابة التي يذكرها التلميذ ، كما لو كان قد توصل إليها بنفسه وقبل مساعدة المعلم له .[/color]
س : هل نعتبر
حمض لويس أم قاعدة لويس ؟
جـ : لا أدري ...!
ـ فلنقرأ تعريفَي حمض لويس و قاعدة لويس من السبورة ...لنرى أي منهما ينطبق على هذا المثال
س : هل يمكن للفوسفين أن يستقبل زوجاً من الإلكترونات أم أنه يمنح زوجاً من الإلكترونات
جـ : يمنح زوجاً من الإلكترونات
س : على هذا الأساس ... هل يكون الفوسفين حمض أم قاعدة ؟
جـ : يكون الفوفسين قاعدة لويس
ـ أحسنت ... فعلاً الفوسفين قاعدة لويس .
والمثال السابق يوضح الأسلوب الذى يتبعه المعلم مع الطالب الذي يفشل في الإجابة عن السؤال ، ويقصد به أن يساعد الطالب على الاستجابة مع المعلم ، والتوصل على الإجابة الصحيحة بنفسه وهنا نؤكد أنه كلما تم التصحيح من التلميذ نفسه بالتلميح والمساعدة العامة من المعلم، كان ذلك أكثر وقعا لتعلمه وأبقى لديه ، والعكس بهذا الصدد صحيح في الأحوال العادية للتربية .
منتديات النور في الكيمياء
(الاستاذ:ماجد الشوبكي)
موضوع: طرائق للحوار والتدريس 
21/3/2010, 16:45
